adbibZone==>منتديات اثبات الوجود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

adbibZone==>منتديات اثبات الوجود

Bienvenu a tout et a vous tous
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الطفل والشعر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Adminstrateures
Adminstrateures
Admin


المساهمات : 320
تاريخ التسجيل : 24/02/2008
العمر : 33

الطفل والشعر Empty
مُساهمةموضوع: الطفل والشعر   الطفل والشعر Icon_minitimeالجمعة 7 مارس - 5:47:36

الطفل والشعر








ذات يوم، قال الكاتب الانكليزي سومرست موم (من أراد أن يكون شاعراً، فليكن طفلاً).

نعم،
لقد نطق بالحقيقة، أو أظنه سماها، إنما، في الإمكان القول، ومن باب
التوضيح أكثر، كما أرى : والذي يكون شاعراً وهو طفل، كيف يكون؟ لا بد أن
يكون كبيراً، وهو لما يزل طفلاً!




إن الطفل يتحدث
العالم، لأن يرسم صورة للغة التي ينطق بها، يعيش العالم بماء كيانه، يشهق
ويزفر العالم من حوله، إن كل ما فيه ينبض بالحياة التي يتحرك نحوها، ولعل
الأهم من كل ذلك، هو أنه يعيش كليته، يعيش الحلم، كما لو أنه يعيش الحياة،
كأن الحلم والواقع صنوان لوجه واحد هو هذا الكائن الصغير الذي يفهم العالم
والناس من حوله على طريقته، أي يكون هو ذاته عفوية الشعر، سماحة المعنى
المتجلي في الشعر، مواكبته لما هو انسيابي، ومتلون في محيطه، إنه الشعر
الذي يتحرك في محيط الآخرين، ووحده الشاعر الفعلي، من يتمعن في شفافيته.




ولعل
توقفاً في كتاب، يضم مجموعة أسماء مجموعة من الشعراء الصغار عمراً، ولكنهم
الكبار فيما أتوا به، وفي مقاطع، يبرز وثبة الشعر، وخفقة روحه في العالم
الواسع للكائن الصغير.

والكتاب الذي أريد التعليق عليه، ومحاولة
مقاربته فكرياً، هو ( الأنهار الضائعة)، والذي صدر عن وزارة الثقافة
السورية، منذ سنوات ثلاث، وبترجمة معبّرة لأنطوانيت القس.
[url=][/url]




يأخذنا
العنوان( الأنهار الضائعة)، نحو المصب، لأن النهر لا يمكنه أن يضيع، بقدر
ما يجب اكتشافه، إن الطفل هو ذاته نهر، والمطلوب من الكبار عمراً تتبع سير
مجرى النهر، معرفة مميزاته، الدخول في نعومته، في هشاشته الجلية، وقوته في
الوقت ذاته. الطفل اكتشاف الكبير، لكنه تجلّي الصغير في الكبير، ليحسن
الشعور بالانساني فيه، بتعدد أعماره.




الطفل لا يكتب
إلا استجابة لما يملي عليه شعوره الذي يزخر به جسده، ويمكنه من العيش
خارجاً، وه الشعور الذي يبقيه يقظاً، بالطريقة التي تبقي العالم ،
بالمقابل ، تعددي الألوان.




كل كتابة، هي وثبة طفولة،
براءة، تمثل حقيقة، يصعب علينا تحديدها بدقة، حيث يلتقي الحلم والواقع،
كما قلت، وما أصعب التحرك بهذين، بالنسبة لنا، والمكتوب يري ذلك.

ولقارىء شعر الصغير الكبير، أن يتلمس ما كان يعنيه، وهو طفل ذات يوم.




ما يظهر في حيوية شعر الطفل:

في
الحديث عن الطفل، وما يكونه الشعر عنده، ثمة تمييز كبير، بينه وبين الآخر،
الشاعر الذي يتجاوز سن الرشد، حيث كل شيء، يكون مدقَّقاً فيه، ما يكون له
صدى أم لا، أهي الكلمة الأكثر استثارة للآخرين، تلك التي يستخدمها، أم
سواها، وهو يرتبها في نص معين، ماذا لو أنه حذفها...الخ. الطفل، ليس لديه
خيارات، ليس لديه الصورة الاجتماعية التي يتعامل بها الشاعر الآخر، وهو
يتصور القيمة التي ستعطى لقصيدته، إن الخيار الوحيد للطفل، هو أنه كتب،
استشعر، لأن حالة ما، هي التي دفعته للكتابة، وأنه وضع كلماته، لأنها
الوحيدة التي لديه، دون أي تردد، ودون تصور مواقف الآخرين، كون مفهوم"
الآخر" يحتاج زمناً طويلاً نسبياً، ليحسن التعامل، وليدقق في الكلمة،
ويختار كلمة دون أخرى.




إن ما يضعه من كلمات في قصيدة
له، يتجاوب مع وضعه النفسي، ولكن ، دون نسيان أنه ينطلق من بيئة، ومن وسط
اجتماعي، وحتى من تربية معينة، أي لا يمكن اعتبار كل ما هو مكتوب من قبله،
جاء دون أي اعتبار للذين يحيطون به.




علينا أن ندرك
خاصيته الطفلية فقط، ألا نحاسبه فيما آتاه شعراً، كما هو الآخر: الكبير
عمراً، بقدر ما يكون الشعر مجالاً رحباً، لمعرفة حالته النفسية، ابداعه،
حس المبادرة عنده... الخ.




في قصيدة ( بستان الحلم)،
لـ"أوبان- 10 سنوات"، حديث في الحلم، وباسمه، حيث عالم الحلم عند الطفل،
يكون له مفردات مختلفة، إنه حلم آخر للطفل، عندنا نحن الكبار:




الطفل سيولد

في بطن أمه

يحضر بستان الحلم

يحرثه،

يقتلع منه الأعشاب الضارة

ليمرر الزهرة،

لكي تنمو

ولكي يستطيع الحلم أن يولد.

ولد الطفل،

خرج من عالم،

ودخل عالماً آخر . ص 18.




في
المستوى الإدراكي والبيئي، يظهر الطفل، الطفل الشاعر، منطلقاً من بيئة يلم
بها، من خلال الحديث عن البستان، وما يتميز به البستان. البستان المألوف
لديه تكيفاً، أو بوساطة، من خلال مشاهدة معينة ما، حيث العلاقة الجميلة
بين ولادة الطفل، ونمو الزهرة، بين الاعتناء بالزهر رمز البراءة، النبتة
الأكثر قابلية للتأثر بالعوامل المناخية، والأكثر حاجة للاعتناء بها،
والأكثر التفاتة للنظر بالمقابل، والطفل الذي يماثل الزهرة تلك، حيث الرحم
مقابل بستانيٌّ، والاعتناء بالطفل ضرورة ملحة، لأن ثمة ما يؤثر في البيئة
الرحمية للطفل، فيتطلب رعاية هنا.




ثمة معايشة لجو
الحلم، للأهل، وهم يتحدثون عن الأرض، والبستان ضمناً، عن التشابه، عن
الرعاية في الحالتين، فتكون القصيدة في يفاعتها، استجابة الطفل النفسية
لما يجب أن يكون.




في قصيدة " دوريس- 12 سنة"، ثمة تمايز جمالي:




من رأى الهواء؟

لا أنتم

ولا أنا

ولكن عندما ترتجف التنانير

عندما يتبعثر الشعر..

يكون الهواء قد مر من هناك . ص 21.




يتحدث
النص عن معايشة من نوع مختلف، عن علاقة اجتماعية، وكما عن أدراك بيئي، من
خلال عنصر طبيعي، هو الهواء، إنما الأكثر أهمية، من خلال التدقيق في
العلاقة بين الهواء العنصر اللامرئي، وكيف يمكن الإحساس به، اعتماداً على
عنصر آخر أو أكثر( التنورة، ورق الشجر، تبعثر الشعر)، فهذه العناصر
الثلاثة لافتة، وقد دُقّق فيها تماماً، وقوة الملاحظة في الربط بين
العناصر هذه، تكون مكانية، مثلما تكون جمالية، ونابعة من تركيز محيطي
أيضاً.




لكن دققوا في قصيدة ( السلام) لـ" فنسنت- 9 سنوات":




أجري

كي أمسك

حمامة السلام.

لمحها جندي

أطلق عليها وقتلها.

لن يسود السلام أبداً

لا أحد ...

يدع السلام يسود

أبداً.




الكلمات
بسيطة تماماً، وهي محدودة، ومتسلسلة داخل جمل قصيرة جداً، وهي انسيابية،
لكن العلاقة المكانية التي جعلت القصيدة كلاً واحداً، والرؤية الجمالية
لفن الشعر هنا، ابداع قائم:




الحمامة التي تشير إلى
معرفة الطفل للرمز في محيطه، وإلا لقال شيئاً آخر، والسلام الذي يهم
الطفل، حيث لم تُذكر السنة التي أُبدعَت القصيدة هذه فيها، لنكون أكثر
قابلية للحديث عن مدى الصلة بين قصيدة كهذه وزمانها ومحفّزها الاجتماعي
والذاتي، وثمة الجندي، إنه العدو هنا، والمهدد للطفل أكثر من سواه، لأنه
الأكثر تأثراً، من خلال قواه النفسية، أو ضعفه الجسمي، وهو الذي يثير
الطفل، باعتباره، ومن خلال مظهره الخارجي، يكون معكّر صفو أمنه قبل سواه،
ليكون قتل الحمامة، مدخلاً لعالم لا يعود أهلاً للعيش، أو يمكن الاستقرار
فيه كذلك، وكأن الربط بين الحمامة، وهي تطير، كما هو الطفل المتداخل معها،
لأنه يطير صوب مستقبله، وذلك الجندي الذي لا بد أن يكون قريباً منه، أنه
شاهده بطريقة ما، وقد أقلقه، هو لسان حال وضع.




في
السنوات التسع الأولى، ماذا في وسع الطفل أن يقول، أن يناور، أو يراوغ ؟
لا مجال البتة، للحديث في أمور كهذه، إن ما يقوله، في عمر كالذي تقدم، هو
واقعة نفسية، ولكن الواقعة النفسية، تُري مدى اهتمام الطفل بالحياة،
متابعته للآخرين، وحساسيته تجاه المستجدات.




لكن في السياق ذاته، وفي العمر نفسه،وبلسان" أنوشكا"، ماذا يمكن القول تفسيراً؟ :




رأيت جسدك يسحب

على طول الطرقات.

رأيت قدماك تتألمان

طوال سيرك.

رأيت يديك تمتدان

في زاوية الطريق.

رأيت دموعك تسيل

وأنت قلق

رأيت قلبك يقاوم

الألم.

رأيت حياتك تفترش

الخوف،

القلق

والحزن.

ص 54.




أولاً،
هذه القصيدة، وكما أوردتها كاملة، تختلف عن سابقتها، من خلال اختلاف
الموضوع، حيث المشهد الجاري التعبير عنه، يكون داخلياً، وهذا يتطلب نفاذ
بصيرة، ورؤية شعرية أكثر إحاطة بالعلاقات التي يمكن أن تقوم بين كائنات
الشعر، ومن خلال سلاسة التركيب، وفي مجمل القصيدة، حيث كل عبارة حسية، أو
يمكن وضع اليد عليها ( الجسد، الطرقات، القدمان" في النص، يكون الصحيح"
قدمين"، اليدان، الدموع، القلب...)، أما تخصيص الأمكنة لهذه العبارات، فهو
يتطلب قدرة ملموسة وكافية للربط، وفطنة محيطية أيضاً، وأكثر من ذلك، حين
يتم الحديث عن القلب وهو ( يقاوم)، وأكثر من هذه الصورة، كما لو أن
القصيدة تنتظر خاتمتها المجلجلة، عندما تصاغ مفردة الحياة داخل مشهد شعري
جميل ( حياتك تفترش الخوف...)، إذ يتطلب قول كهذه، خبرة حياتية، خبرة في
الربط بين الواقعي والمجازي أو الرمزي، إذ حتى لو كانت اللغة في عمومها
مجازية، رمزية ، أو دلالية، فإنها عند الطفل تنتظر وقتاً آخر، الوقت
الكافي ليتم الفصل المذكور، حيث الربط بين الحياة وهي( تفترش) ما تم ذكره،
يحتاج نفاذ رؤية مكانية، وتأليف لا يستهان به، لأن مفردات مثل( الخوف،
القلق، الحزن)، تكون اجتماعية، ولها معان، لا تكون مدرَكة، إلا وفق سن
معينة، وضمن علاقة اجتماعية، وفي بيئة محسوبة بدورها.




وهذا ينطبق على قصيدة ( زهرة أحلامي)، لـ"بريجيت"، في العمر ذاته:




زهرة أحلامي تنام

في الليل

وتستيقظ في النهار.

تروي

الحزن

والأمل.

تتنبأ.

بمستقبلي.

في أعماقي، قلت لنفسي:

زهرتي لن تموت أبداً

إذا ماتت فسأموت. ص 134.




تتكرر
العلاقة هنا مجدداً، بين الطفل والزهرة، وفي لغة المفارقات المكانية،
تأكيداً لوعي طفلي، إنما صحي أيضاً، من جهة التذكير بالليل والنهار، تلك
الزهرة المتجاوبة مع مشاعر الطفل وأحاسيسه، وربما تكون زهرة متغيرة، من
جهة الشكل في كل حالة، وفي الوقت ذاته، تكون مناسبة، ليتحدث عن الحزن
والأمل، أو تروي ذلك، وما في الكلمات البسيطة هذه، من حضور اللفتة
الشعرية، من وثبة الخيال الطفلي الخاص به، خياله مجاله تحديداً، الزهرة
الطفل، الطفل الزهرة، وعمق الرابط المعنوي بينهما، ومن خلال الملاحظة
اليومية للزهرة هذه في بيئته، فهي بيتية أو في الحديقة، أو في مكان مكشوف،
ولكن المهم، هو انشغال الطفل بها، وتداخله معها.




نعم،
إن الطفل يرسم، أو يكتب، كما يعرف، وليس كما يجب أن يعرف، يرى خلاف ما
نراه، مثلما يحس ويشعر، خلاف ما نحس ونشعر، لأن عالمه مختلف، ولا بد أن
العالم هذا، يتناغم مع تصورات من جنسه، وأنه يحس ويشعر، وتتجاوب قواه
الجسمية والنفسية، بالطريقة التي يحسبها معبّرة عما يريد، وليس عما يرغب
المحيطون به، إن هذا الربط مبكّر عليه طبعاً.




أذكر
هنا الروسي سوخوملينسكي ، في كتابه الجميل ( الأطفال قلبي)، والعنوان
الشاعر ، والمختار بدقة، ووفق معايير جمالية مدروسة هنا، ثمة حديث عن
العلاقة التي تقوم بين الطفل وما يكتب ويفكر بطريقته، وهذا ينطبق، وبصورة
أكثر، إنما أشد خصوصية، على ما ذهبت إليه الفرنسية آنا أوليفيريو فيراريس،
في كتابها الجميل بالمقابل( رسوم الأطفال ومعانيها)، وهي تقوم بتفسيرات
لها صلة بعلم نفس الطفل، بالمفردات التي تنتمي إلى الطفل في مراحله
العمرية المختلفة، وهي محدودة، ولكنها عميقة، من جهة الفوارق ، بين عام
وآخر، وأكثر من ذلك، بحسب حساسية الطفل، ومدى الاهتمام به، أي انطلاقاً من
الخاصية الثقافية للمجتمع.




الألوان هي مقامات الطفل،
هي مفرداته، هي حالاته النفسية، هي وضعه القيمي في العالم، إنه لا يرسم،
بقدر ما يكتب للآخرين ما هو فيه أو عليه، وكما يعرف هو، والكلمات ألوان
بدورها.




في ( مأوى العجزة) لـ" فيرونيك- 13 سنة"، ثمة موضوع مختلف، وترجمان شعوري مميَّز:




من خلال النوافذ

وجوه مجعدة.

خلف الجدران،

أجساد متعبة.

في الحديقة المصطنعة جداً، والمهندسة جداً،

هناك أزهار كثيرة...

وفرح مزيف...

كانوا جالسين، مسمرين كالتماثيل، في الحديقة الميتة

ينظرون إلينا ونحن نمر

مجموعات صامتة...، ص 100.




لكم
هو مؤلم هذا المشهد الوصفي، هذه الحقيقة المرئية، هذه العلاقة الأسيفة،
حيث الطفل ليس بعابث، أو ببعيد عن الدفق اليومي للحياة، لتفاوتاتها، لما
يجري في مجتمعه انسانياً.




في سرد العلاقة بين العجزة، والطريقة التي يتم الوصف فيها، يظهر الخفي الآلم:

وجود العجزة في غرف مغلقة، وكأن هناك حجراً عليهم، من خلال الوجوه المجعدة.

الجدران
التي تذكّر بالعوائق، بالموانع، والأجساد المقيدة من الداخل، وضعف مستوى
الحياة التي كانت تعاش سابقاً، في عروقها، من خلال البنية الجسدية،
واختلاف الموقف منها واقعاً.




في العلاقة المفروضة،
بين الحديقة التي تبهج مبدئياً، إلا هنا، فهي تقلق وتخيف، لأن الوضع
مختلف، حيث الذين يقيمون فيها، أو لأن الحديقة التي خصصت لهم، لا تبهجهم،
بقدر ما تحزنهم، فهم موضوعون هناك بانتظار موتهم، وليس لديهم ما يدفع بهم
إلى الشعور بالفرح، حيث القوى الحسية والنفسية هابطة، إنهم منغلقون على
أنفسهم، ليس لديهم أي خيار في رفض المكان.




إن كل ما
هو حولهم يشعرهم بالكآبة، أو بالغربة القاسية، والأهم، هو إبعادهم عن
مكانهم الأول، لأن ذويهم قد أودعوهم مكاناً، ما كان عليهم أن يفعلوا هذا،
للتخلص منهم، فلا شيء يستطيع هنا مؤاساتهم، لهذا تكون كل حركة في الخارج،
مؤلمة لهم أكثر، فهو يتحسسونها تماماً.




إنهم تماثيل بشرية للآخرين، منهوبون من الداخل، وزيف المكان، هو زيف المعاش بالمقابل.

لكن ماذا يمكن القول في مشهد شعري، مشهد حياتي جميل، لماورد على لسان " ياسمين-6 سنوات"، وبالشكل التالي :




رجل الثلج

قتلته

الشمس الحمراء . ص 167.




إن
هذه القوة الإدراكية المدهشة، في العلاقة المتصوَّرة بين رجل الثلج( حالة
طبيعية)، والقتل من قبل ( الشمس الحمراء)، هي التي تلفت النظر، فالشمس قد
تم تجريدها من فعل التذويب للثلج، وأحيلت إلى قاتل، من خلال تحوير دلالي،
عندما تسطع، فتذيب الثلج، كما لو أن الإذابة فعل قتل، وأن مفردة (
الحمراء)، هي علامة الغضب المرافقة للقتل، وربما يكون الطفل هو ذاته
المعني برجل الثلج، ما كان يريد للشمس أن تشرق ، لكي ( تقتل) رجل ثلجه،
لأنه معني به.




إن الطفل قادر على تسمية الكثير من
الأمور بطريقته، ولكنه يستطيع إفادتنا بما لديه من ملكات ، من نفاذ بصيرة،
ودعمنا لمعرفة ما هو خفي علينا.

إن ذلك يشكل تحدياً للمجتمع،
المجتمع الذي يريد أن يكون مجتمع حياة فعلية، ويحرص على أفراده، ويكون
أطفاله رهانه الكبير على المستقبل، بوجود أكفاء: هم الكبار.




والسؤال
المطروح هنا أخيراً: أين ذهبت أسماء الذين كتبوا النصوص الشعرية تلك؟ هل
غادروا الشعر، أن الشعر قد تخلى عنهم، لاختلاف الوضع؟ والشعر لا يكون
شعراً، كما يتصوَّر بسهولة! وأين هم الأطفال هؤلاء، ليمكن متابعتهم، من
خلال آثارهم؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adbibzone.1fr1.net
 
الطفل والشعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
adbibZone==>منتديات اثبات الوجود :: أدب وشعر :: أدباء وشعراء ومطبوعات-
انتقل الى: